news-details

لأنني أحب لغتي|سهيل عطالله

 

أشهد أن لا صديق إلا الكتاب.. وأشهد أن لا شهادة علمية صادقة إلا تلك التي تعمدت وتتعمد بالمعرفة.

في هذه الأيام وفي محراب عشقي للقراءة يتعرض هذا العشق لأكثر من خيبة في محضر المقالات والقصائد المثخنة بها مواقعنا وصحفنا المحلية.

لوجعي يرتدي كتاب أدبنا المحلي (باستثناء البعض) أقنعة أبجدية بهدف عرض عضلاتهم في حفظ الرواسم الصدئة المهترئة بدلا من تعليبها: إن 80% من شعبنا العربي أمي لا يقرأ ولا يكتب.. وماذا بالنسبة لغير الأميين!!

إنها لملمّة أن لا يمارس ملمّ بالقراءة هذه المهارة!!

لأنني التهم كل كلمة جميلة ترمقها عيناي أطرب لما يطرب وأتألم لما يؤلم!!

أنتشي مع ناقد صادق أصيل لا يبتذل ولا يتزلف ليتسول رضى رهط ما يسمى بالمبدعين!!

أنفر من الذين يحترفون المديح المجاني في مداخلاتهم الأدبية والسياسية ساترين عوراتهم بمعسول الكلام لإرضاء متحدث على منبر أو مردد قصيدة يتعذر علينا فهمها!!

إذا قبلنا أن اللاقراءة ضرب من العورات وتحولنا الى قراء مثابرين.. عندها سيتلاشى لوك الرواسم ونتخلص من آفة التقليد واجترار مبتذل الكلام!!

أكتب هذا الكلام لأنني أعشق لغتي وأحب مُحبيها.. في في الندوات وما يتخللها ويدخلها من مداخلات أجد الرواسم طاغية على شفاه المشاركين المتحدثين المشغولين بتسويق ذواتهم في أطر من النرجسيبة المملة وهذا أمر غير مستحب وحالة مرضية من الافتتان بالنفس.

وقف عمر بن الخطاب على المنبر خاطبا في المسلمين:

"أيها الناس، كنت أؤجر نفسي بطعام بطني، ثم أصبحت وما فوقي أحد ثم نزل عن المنبر، فسأله ابنه عما دعاه أن يذكر الناس بضعة حاله في الماضي وهو اليوم أمير المؤمنين؟!

فقال له: إن أباك يا بني أعجبته نفسه فأحب أن يذلها".

لقد وصف الخليفة عمر بن عبد العزيز الندوات الأدبية بأنها "تلاقح العقول"..

لنتعلم من العمرين دروس التواضع ونكران الذات.. لنتعلم أن الندوات فيها تلاقح العقول وفي التلاقح خصب واخصاب وترشيد وإرشاد.

مرحى لكل مبدع يتلاقح عقله مع عقول زملائه المبدعين اللامعين..

يخطئ من يعتقد أن الموهبة أبدا متوهجة غير عالم أن ألق الموهبة منوط باحتضان الثقافة على تنوع أطيافها والسؤال كيف تأتينا هذه ونحن في قطيعة مع قراءة روائع الكتب؟!

طوبى للقراء المثابرين لانهم ابناء المعرفة يدْعَوّن.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب